"من علمني حرفًا صرت له عبدًا".. اشتهرت هذه المقولة في عالمنا العربي وأصبحت مُتواتره منذ مئات السنين، وهي تقال غالباً لطلبة العلم والتلاميذ لحثهم على احترام وتوقير المعلم حتى أن البعض أصبح يحسبها لأول وهلة حديثا شريفا.
المسلم لا يرضى أن يكون عبدًا بمعنى العبودية لغير الله، حتى لو كان هذا المخلوق نبيًا أو رسولًا، لكن هذا لا يُقلل من أهمية المعلم من الناحية الدينية والاجتماعية، وتواتر المقولة أعلاه بيننا إلى اليوم خير دليل على ذلك.
إن تقدير أهل العلم والفضل والعلماء أمر مطلوب بل وكل من صنع لك معروفا فيجب أن تحفظ له معروفه وتشكر له صنيعه قال عليه الصلاة والسلامَ: « لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ « رواه الامام احمد قال المناوي رحمه الله في شرحه على الجامع الصغير (1 / 460): «قوله عليه الصلاة والسلام (وَمن لَا يشْكر الْقَلِيل لَا يشْكر الْكثير وَمن لَا يشْكر النَّاس لَا يشْكر الله) أَي من طبعه وعادته كفران نعْمَة النَّاس وَترك الشُّكْر لمعروفهم فعادته كفران نعم الله تَعَالَى وَترك الشُّكْر لَهُ
المقصود بالعبودية هنا الطاعة، فما من هدية يمنحها لك إنِّسان في الدنيا وتصبح لصيقة بشخصك وحياتك طوال العمر أعظم من العلم، وبالتالي وجب عليك تقديم الطاعة والاحترام والتبجيل للمعلم الذي أهداك علمه، فالعلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته، والمعلمون هم أرفع الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من زمن لا يُحترم فيه المُعلم، ودعا الله أن لا يدركه مثل هذا الزمان.