العزة في اللغة مأخوذة من العز، وهو: ضد الذل، تقول منه: عز يعز عزًّا فهو عزيز والعزيز من صفات الله ، قال الزجاج: الممتنع فلا يغلبه شيء. وقال غيره: هو القوي الغالب على كل شيء. وهى تدور حول معاني: الغلبة والقهر والشدة والقوة ونفاسة الشيء وعلو قدره. وفي الاصطلاح: هي إحساسٌ يملأ القلب والنفس بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع.
واهتم الإسلام كثيراً بمفهوم العزّة ، حتى كان فيصلاً في كثير من الأُمور ،ففي المأثور : " إنّ الله يرضى لعبده كل شيء إلاّ الذلّ "، ولا ينبغي أن يذل المؤمن نفسه ، مصداقا لقوله تعالى : ( ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين ) فالله عزوجل قد خلق الإنسان وجعله خليفته في الأرض ،وهو الذي أعزّه وأكرمه عن باقى خلقه ، أن يشعر بالفخر والاعتزاز، وقد يشاع أن عزة النفس لها علاقة بالكبر ،ولكن ليست هناك علاقة نهائياً وإنما فقط لها علاقة باحترام الناس والبعد عن المهانة, ومن أهم جوانب عزة النفس أن يبتعد الشخص الذي يتحلى بها عن أي شيء ممكن أن يقلل منه حتى ولو كان هذا الشيء غالياً بالنسبه له وكما قال أبي فراس:
ونحـن أناس لا توسـط بيننـا * لنا الصدر دون العالمين أو القبـرُ
تَهُونُ عَلَيْنَـا فِي المَعالِي نُفُوسنَا * وَمَنْ خَطَبَ الحَسْناء لَمْ يُغْلِهَا المَهْرُ
والعزة التي أقصدها هي الحالة النفسية التى تصاحبها قوة معنوية، وتنبثق منهما أقوال وأفعال تدل على الشعور بالفخر والاستعلاء عن الدنايا وأن العزة بيد الله عزوجل فلا أحد يملك العزة أو يهبها سواه {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. ومما ذكر علماء النفس عن موجبات السعادة، هو إحساس المرء بعزّة نفسه، أي أن يشعر بأنّه عزيز محترم في ذاته وعند غيره.
وفي المقابل، فإنّ شعور الإنسان بالذلّة والهوان وحقارة نفسه، يجلب له الشعور بالتعاسة والشقاء.وحكى الربيع بن سليمان أنه كان مرة مع الشافعي ،فدخل الحمام ،فتقدم المزين ليخدمه ،فاستدعاه بعض أحد الأثرياء،فترك المزين الإمام الشافعي ومضى إلى ذلك الرجل.فلما خرج الإمام الشافعي من الحمام قال للربيع بن سليمان: أعط الحمامي باقي نفقتي، فقال له الربيع مستعجبا: نبقى بلا نفقة ؟
وهذا لا يعرفك فأعاد أمره إليه بالإعطاء ،فأعطاه الربيع دنانيرلا يعطيها لمثل عمله إلا قلة من أهل الثراء،فخجل المزين واعتذرعما فعل فقال الإمام الشافعي :
على ثياب لو تقاس جميعها * بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها * نفوس الورى كانت أجل وأخطرا
عزة النفس أكثر ما يبحث عنه الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي، فتعبر عزة النفس عن الكرامة لتكون أهم ما يملكه الشخص في حياته. فيجب أن يتحلى الشخص بهذه الصفة لترتفع مكانته بين الأشخاص، ولا يمتلك صفة عزة النفس سوى الشخص القوي والعظيم.
فوائد عزة النفس كلام عن عزة النفس يسهل قوله، ولكن يصعب التحلي بهذه الصفة فالفخر والكرامة من الصفات التي يتحلى بها الشخص الذي لديه عزة نفس. فعندما نمتلك هذه الصفة نشعر بالسعادة الدائمة بداخلنا، ونكون راضيين بشكل كبير عن حياتنا. كما يكون الشخص ذو وقار وكبرياء عظيم إذا كان لديه عزة نفس، فيحصل على حب جميع الأشخاص الذين يتعاملوا معه. ويعطوه الكثير من الاحترام، فلا نجد شخص يقلل من شأنه. كذلك الشخص الذي لديه عزة نفس نجده دائماً يرغب بعمل كافة الأعمال الخاصة به، فنادراً عندما يطلب طلب من شخص آخر.
ليقوم بالعمل مكانه، فهو دائم في الاعتماد على نفسه، وذلك أكثر ما يميز الشخصية التي تمتلك كبرياء. أكثر ما يميز الشخصية التي تمتلك عزة نفس، بأنه عندما يطلب شيء له عند شخص آخر يطلبه بعزة. فلا يستطيع أن يتذلل لشخص مهما كانت مكانته، فهو لديه كبرياء عظيم لا ينكسر، فتكون لديه قدرة على طلب الأمر برفعة.
أقوال عن عزة النفس عزة النفس تعطي للشخص قوة لشخصيته، وترفع من مكانته في المجتمع، ولذلك سوف نعرض لكم أحدث كلام عن عزة النفس في النقاط التالية: يقولون بأن من خلال الخضوع للأشخاص نصل للغنى، ولكن لا يعلمون أن عندما نخضع يعني الوصول إلى نقطة الفقر. الكرم يعني أن نعطي الأشخاص أكثر مما نملك، ولكن تعني عزة النفس أن نأخذ أقل من احتياجنا.
في قانون عزة النفس لا نجبر أنفسنا على أحد ولا أجبر أحد علي. عندما يتحلى الشخص بصفة عزة النفس فذلك يعني بأنه يتقمص دور الاكتفاء بكل شيء بالرغم من أنه في حاجة إليه. لا يوجد معنى الحب إذا كان خالي من عزة النفس.
عزة النفس والشعور بالكبرياء يعني أن تقول بأنك بخير، وأنت لست على ما يرام. عزة النفس تعني أن تستهلك وقت طويل في كتابة رسالة عتاب لشخص ما، وكبريائك يجعلك أن تمحوها في لحظة. أراد لنا الله أن نكون ذو عزة نفس وكرامة.
أنصحك بأن تكون عزيزاً، فلا يجب أن تنحني مهما كانت الظروف.