"هذا هو الثمن الذي كان علينا دفعه مقابل الحرية"
خرج السوريون في مارس/آذار 2011 بعد أن انتقلت شرارة الربيع العربي إلى بلدهم، مطالبين بالحرية والديمقراطية والإطاحة بنظام بشار الأسد من الحكم. لكن هذا الحلم تحول إلى كابوس حرب اشتعلت ولم تنطفئ نارها حتى الآن، وأزمة لاجئين وقودها ملايين السوريين الفارين من الحرب، وأزمات اقتصادية متعاقبة تعتصر من بقي في البلاد.
كنت أشعر بالضياع التام حين هُجّرت من دمشق إلى تركية في عام 2014، كالسمك بدون ماء.
كل خططي في الحياة دُمرت في لحظة. لكني لم أندم أبدا. لو خيروني أن يرجع بي الزمن إلى 2011، لاخترت أن تصير الثورة وشاركت فيها مرة ثانية رغم ما خسرته. فقد أُعتقل اصدقائي وقُتلوا ، لكن هذا ثمن الحرية. ولا ألوم الثورة على خساراتي، بل ألوم إجرام النظام السوري. وأيضا ألوم قادة الثورة على ما يقومون به من اجرام بحق الابرياء.
من رُزق الحرية لا يستطيع العودة إلى العبودية. كنت قبل الثورة شابا لا يكترث بالسياسة ولا بالتغيير، أطمح فقط إلى الانتهاء من دراستي والزواج والعمل بالتجارة، لكن عشر سنوات من الصراع جعلتني شخصا آخر يريد تغيير أوضاع مجتمعه، وأصبحت شخصا مؤثرا في من حولي، أنقل لهم أفكاري بالكتابة والتصوير.
صحيح لم تنتصر الثورة بعد، واتانا قاد للثورة هم عباره عن احجار كاحجار الشطرنج لا يتحركون الا بامر من شخص معين لكني حصلت على مساحة من الحرية لم تكن هناك من قبل. كان هناك صوت واحد لا يجرؤ أحد على أن يعارضه، وكان يستحيل أن أعمل بالصحافة لولا الثورة".
رشيد اليافي 2 سنوات
كلام جميل ومناسب لاصحاب النفوس المريضة